رصاصة في قلـب المنتخب ‏!

سريعا فقد منتخبنا الوطني أول نقطتين له في مشوار تصفيات كأس العالم بعد التعادل الايجابي‏1/1‏ الذي حققه في اللقاء الذي جمعه امس بنظيره الزامبي وشهد احداثه ملعب ستاد القاهرة‏,‏ حيث انهي منتخبنا الشوط الاول بالتقدم بهدف لعمرو زكي بينما ادرك فرنسيس كاسوندي التعادل في الشوط الثاني بعد مباراة جيدة المستوي ادارها بشكل طيب الحكم المالي كوليبالي واستخدم البطاقة الصفراء ثلاث مرات فقط‏.‏

منتخبنا لم يكن يستحق الفوز كما ان المنطق والعدالة تقتضي التأكيد علي ان منتخب زامبيا ايضا لم يكن يستحق الهزيمة‏,‏ فتشكيل بطل افريقيا افتقد للتوازن في الاداء بعد التغييرات التي اجراها حسن شحاتة في التشكيل باشراك عناصر لأول مرة تجد نفسها بالتشكيلة الاساسية في لقاءات حساسة بالاضافة للدفع ببعض العناصر القدامي في مراكز غير مراكزها فلم يكن احد يعرف الدور الذي يلعبه بركات‏,‏ كما ان الدهشة اصابت الجميع للاصرار علي استمرار المحمدي ومتعب لكل هذا الوقت دون التفكير في الاسلوب الامثل لمزيد من السيطرة علي وسط الملعب الذي دانت السيطرة فيه في الشوط الثاني تماما لمنتخب زامبيا الذي نجح في التنظيم الدفاعي من وسط الملعب وبالفعل الغي الخطورة الملموسة للفراعنة علي مرمي الرصاصات النحاسية‏.‏

وبالفعل يحسب لمنتخب زامبيا انه يلعب امام بطل افريقيا دون ان يلجأ للاسلوب الدفاعي او يخشي الهزيمة وكان ندا قويا بل كان الافضل في فترات طويلة من اللقاء‏.‏

كما كشفت احداث اللقاء عن مدي تراجع الاداء البدني للاعبي منتخبنا ولعل هذا ما سهل كثيرا من مهمة زامبيا في نصف الساعة الاخير من المباراة‏.‏ التعادل نتيجة غير مرضية للجميع ولكنها نتيجة ابقت الوضع علي ما هو عليه بالمجموعة الثالثة التي تضم بالاضافة لمنتخبنا وزامبيا منتخبي الجزائر ورواندا وان كان الطريق اصبح صعبا ويحتاج لمزيد من الجهد قبل مواجهة منتخب الجزائر بالجزائر في‏7‏ يونيو المقبل‏.‏

البداية مشحونة من الفريقين ولعل السبب فيها المفاجآت التي شهدتها مباريات الجولة الاولي من التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات لكأس العالم ورغم هذا الشحن العصبي الا ان الاداء قوي من الفريقين ورغم التفوق الواضح للفراعنة الا انك تشعر بان منتخب زامبيا ليس بالفريق السهل فتحركات لاعبيه وتحولهم السريع من الدفاع للهجوم يؤكد ان اللقاء سيكون قويا ونتيجته لايمكن توقعها من ربع الساعة الاول من اللقاء‏.‏ وفي هجمة مرتدة يطلق فرنسيس كاسوندي قذيفة رائعة من الجهة اليمني لمنطقة جزاء منتخبنا يتصدي لها الحضري ببراعة‏.‏

وتصويبه اخري في غاية الخطورة من فيلكس كاتونجو من علي حدود منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الايمن لمرمي الحضري وبقدر خطورة التصويبة بقدر ما كشفت عن الفجوة الموجودة بين شوقي وحسن مع قلبي الدفاع هاني سعيد ووائل جمعة‏.‏

الدقيقة‏22‏ تشهد اول خطورة ملموسة لمنتخبنا من الضربة الحرة غير المباشرة التي لعبها زيدان بشكل رائع قابلها عمرو زكي بضربة رأس بجوار القائم الايسر لمرمي مولاي كيندي حارس زامبيا‏.‏ وبعدها اخري بنفس السيناريو ولكن اخطر من محمد شوقي الذي دخل المرمي بدلا من الكرة التي لمست رأسه ومرت بجوار القائم الايسر ايضا لمرمي زامبيا‏.‏ ويتوج عمرو زكي مجهود منتخبنا بهدف رائع عندما استقبل تمريرة احمد المحمدي المتألق بقدمه اليمني في الزاوية اليسري الارضية لمرمي مولاي كيندي ليعلن تقدم الفراعنة بهدف للاشيء‏.‏ ويعلن بركات عن نفسه في الدقيقة‏37‏ عندما يطلق قذيفة رائعة كادت تسكن الزاوية اليمني العليا لولا براعة مولاي كيندي الذي اخرجها ضربة ركنية ببراعة‏.‏ الدقائق تمر ومنتخبنا الافضل ولكن الخطورة تظهر في الثلاث دقائق الاخيرة من منتخب زامبيا وكان الاقرب منها لمرمي الحضري التصويبة التي سددها سكومبي ومرت بجوار القائم الايسر لمرمي الحضري وبعدها يطلق الحكم المالي كوليبالي صفارته معلنا نهاية احداث الشوط الاول بتقدم مستحق لمنتخبنا بهدف للاشئ من توقيع عمرو زكي‏.‏

بداية الشوط الثاني لم تشهد اي تغييرات في صفوف الفريقين وان كانت قد شهدت تراجعا وهدوء في اداء منتخبنا وهو ما دفع الجمهور لمزيد من الحماس في محاولة لافاقة الفراعنة وبالفعل في الدقيقة‏51‏ ضربة رأس من عمرو زكي يتصدي لها مولاي كيندي ببراعة‏.‏ وبالفعل ينجح منتخب زامبيا في ادراك التعادل في الدقيقة‏59‏ عن طريق فرنسيس كاسوندي بعد تسجيل هدف جميل في غفلة من دفاع منتخبنا بعد ان استقبل الكرة بضربة رأس رائعة في الزاوية اليمني العليا للحضري‏.‏

ويدفع حسن شحاته بمحمد ابوتريكة علي حساب محمد زيدان في محاولة لتنشيط اداء الفريق وبالتالي تسجيل هدف الفوز المطلوب‏.‏ وفي الدقيقة‏63‏ يفاجئ كريستوفر كاتونجو الحضري بكرة ماكرة في الزاوية اليسري العليا الا ان حارس منتخبنا يخرجها ركنية بصعوبة بالغة‏.‏ ضغط منتخبنا يزداد مع مرور الوقت ولكن المشكلة تكمن في اللمسة الاخيرة علي حدود منطقة الجزاء‏.‏

ويدفع حسن شحاته بأحمد حسام ميدو علي حساب عماد متعب في الدقيقة‏68‏ في محاولة لزيادة السرعة في الاداء الهجومي لمنتخبنا الوطني‏.‏ الاعصاب تتوتر بمرور الوقت ويدفع حسن شحاته بورقته الثالثة باشراك حسني عبد ربه علي حساب هاني سعيد لوضع منتخب زامبيا في حالة دفاع مستمر خلال ربع الساعة الاخير من اللقاء‏.‏ وتشهد الدقيقة‏74‏ فرصة خطيرة لمنتخبنا من تمريرة حسني عبد ربه لرأس ميدو لانفراد ابوتريكة الذي تباطأ حتي نجح الدفاع في استخلاص الكرة منه‏.‏

ويميل الاداء للعشوائية والعصبية من جانب منتخبنا وللهدوء والتمركز والانتشار الجيد لمنتخب زامبيا ولعل هذا كان السبب في عدم خلق لاعبينا لفرص حقيقية للتهديف خاصة وان نجوم الفريق اصحاب الاسماء الرنانة مالوا للاداء الفردي في محاولة لاثبات التميز والذات‏.‏ وتتوقف المباراة لدقائق بعد التلاعب الذي قام به لاعبو زامبيا عندما تم اجراء تغيير قبل نهاية اللقاء باربع دقائق في محاولة لاضاعة الدقائق المتبقية والخروج بنقطة التعادل‏.‏

تألق مولاي كيندي ظهر بشكل رائع في الدقائق الاخيرة ويتصدي ببراعة للعديد من الكرات العالية الخطيرة لتنتهي احداث المباراة بالتعادل الايجابي‏1/1‏ ومعها يخسر منتخبنا اول نقطتين علي ملعبه لتكون البداية غير مطمئنة علي الاطلاق في مشوار تصفيات الدور الاخيرة المؤهلة لنهائيات كأس العالم‏.‏