كم اذنبت وكم كان يرحمنى

*** كم أذنبت وكم كان يرحمنى ***

غَابتْ عنّى بدربِ الوهم ِأحلامـى
ودُمْتُ أحيا فى غياباتِ أوجاعـى
ما عُدْتُ أرى غيرَ طفولتى تبكينى
وجُرحاً ثارَ يُدْمِى قلبَ أحبابـى
ما عُدْتُ أجنى غيرَ رثـاءَ أهلـى
وفِراقاً وُلِدَ بينى وبينَ أصحابـى
بحثـتُ بداخلى عنـّى فلم أجـد
سِوى عبـداً يَرْتَضِى ذُلّ شيطانى
أبـاتُ من عـارِ الهـَوانِ كَهْـلا ً
وأصبحُ خادماً لنفسى وشهواتى
اشتقـتُ يومـاً أُعانـقُ حُريتـى
اشتقتُ حباً..خيراً ونورَ أحلامى
أنيـنُ أشواقـى تَضَـرّعَ باكيـاً
يـا الله سامحنى واقبل رجائـى
يـا الله جئتـك تائبـاً فارحمنـى
ربـى فرّج عنّى كُربَتى وعنائـى
ربـى لا ملجأَ لـى منك الا اليك
فاعفو عنّى وثَبّتْ مولاى ايمانـى
لمحـت فـى قلب الغمـام نـوراً
ضمنى بيديـهِ باسمـاً ونادانـى
حَطّم قيودَ أسرك وابغِـى تحـرراً
أقبل يناجيك خيـر بأحضانـى
عزمتُ والأملُ قد أحيـا جوارحى
أغـزو طريقَ سعادتى وأمانـى
سآوى لهذا الدرب صاحبى الصبرُ
وأمضى وكيلى الله لن ينسانـى
درب الـى اللـه حيـن ضللتـه
نفـس وشيطـان قـد أذلانـى
سأقهـرُ كـل ذنـب يراودنـى
والله حسبى بفضلـه يرعـانـى
كم أذنبتُ وكم كـانَ يرحمنـى
ولولا رِضاه مـا عَفَـا وهدانى
سأروى بدمى صحـراءَ عمـرى
وأبعثُ أحلاماً قد ماتت بأوهامى
سأجنى مستقبـلاً قد ظلّ ينظرنى
وأرشفُ الخيـرَ من ثناياتِ أيامى
أعانق عالما منذ فِراقـه أتهـاوى
عمادهُ الهدى وزادهُ صِلةُ أرحامى
سأُحيى بقلبِ الأحبابِ عِشقاً بيننا
وأحيا لأجلهم لستُ حِكراً لآمالى
وأدعو مـا حييتُ بزوجة صالحه
ترافقنـى بدنيايا وجنةِ الرحمـنِ
سأُذل شيطاناً قد سَئِمْتُ اهانتـه
سيبكى ويحترقُ حُزناً كلّما رآنى