كان أبو حنيفة النعمان رجلا من طراز فريد ، يعرف أن كل خير يأتي عن طريق السلطان يذهب هباء ...وكان بعيد النظر شديد الحيطة...لا يتسرع في الحكم على الأشياء...
وكان كريما لا يبخل على احد بمال أو علم.
اقترض منه رجل مبلغا من المال ،وعجز الرجل عن سداد الدين فكان كلما لقي أبا حنيفة توارى منه ، ولاحظ أبو حنيفة ذلك، وفي إحدى المرات لاحقه ابوحنيفة حتى أدركه ، وقال:لماذا تتجاهلني وتتحاشى مقابلتي؟
فرد الرجل :لقد عجزت عن سداد ديني.. فأتوارى منك فقال الإمام هون عليك لقد تنازلت عما اقترضته وأعطيك مثله.... وكان إذا اقبل عليه طالب علم فقير.أعطاه من ماله وعلمه حتى ينتهي من تعليمه.. ولهذا كثر تلاميذه حتى أصبح علما من الأعلام.
حاول ابوجعفر المنصور الاستعانة بأبي حنيفة ليكون قاضيا فأبى ورفض أن يكون من رجال السلطان..
وحاوره المنصور واقسم عليه أن يقبل.. واقسم ابوحنيفة بالا يقبل وغضب المنصور قائلا:لقد أقسمت فرد أبو حنيفة أن أمير المؤمنين اقدر على كفارة يمينه مني..
وأمر المنصور بسجنه وتعذيبه وعندما فقد الأمل أفرج عنه، ولكنه مات بعد فترة متأثرا بالسجن والتعذيب.